نبض العراق/ متابعة
نشرت وسائل اعلام دولية، اليوم الخميس، تقريراً كشفت فيه حجم ما يحدث في مستشفى الطفل التخصصي وسط مدينة البصرة، مع وجود عشرات الأطفال المصابين بمرض السرطان
وشخصت إحصائيات رسمية في محافظة البصرة زيادة ملحوظة في أعداد الإصابات بمرض السرطان بنسبة ألفي إصابة خلال عام 2019
وقال مدير دائرة البيئة والصحة في البصرة، وليد الموسوي، إن "أسباب الزيادة الحاصلة في انتشار المرض المستعصي هو بسبب تصاعد نسبة التلوث البيئي"
وأشار إلى "رمي المخلفات وتفريغ مياه الصرف الصحي لقرابة خمسة عشر مستشفى من مستشفيات البصرة في الأنهار الداخلية، وذلك لعدم وجود محطات بيولوجية خاصة بتلك المستشفيات"، مبيناً أن "أغلب تلك المستشفيات لا تلتزم بمعايير البيئة"
واكد الموسوي "وصول الملوثات البيئية والمواد المشعة إلى المياه الجوفية المستخدمة في سقي المحاصيل الزراعية سيما في قضاء الزبير"
واضاف أن "مياه تلك المنطقة ملوثة بمادة الكادميوم"، منوها إلى "اعتماد القضاء على الآبار في سقي جميع المحاصيل الزراعية"
من جانبه، أفاد خبير البيئة في جامعة البصرة، شكري الحسن، بأن "محافظته البصرة لم تعد آمنة للعيش، بسبب عدم معالجة مصادر التلوث المتنوعة مثل الأنهار، التي لم تعد صالحة للاستخدام البشري والاستخدامات الأخرى وهي ذات الأنهر التي كانت تشكل البيئة الصالحة للتنوع الأحيائي في السابق، يضاف إلى ذلك ملوحة التربة وانقراض الكائنات الحية، الأمر الذي يهدد النظام البيئي في المنطقة"
وتابع الحسن، أنه "بالإمكان القضاء على التلوث من خلال إيقاف مصادره أو إنشاء محطات معالجة كبيرة متطورة"، مضيفا أن "التلوث مازال في تزايد فيما يستمر تدني مياه شط العرب جراء صرف مياه الصرف الزراعي والمخلفات الصناعية، والمياه الثقيلة، ومجاري المدينة، دون معالجتها حيث يتم تصريفها إلى شط العرب ما يعني أنه أصبح بمثابة مكب يجمع كل أنواع الملوثات"
ولفت إلى أن "مخلفات الأسلحة والحروب، يبدو أنها قاتلة وأكثر فتكا من الحرب ذاتها، وتشكل مصدرا خطيرا من مصادر تلوث البيئة في جنوبي العراق"
وتابع الحسن، أنه "لقد أصبحت أرض البصرة مقبرة كبيرة لمخلفات الأسلحة والذخائر المتنوعة وقد ساهمت هذه الملوثات الخطيرة في زيادة نسبة الإشعاع في المناطق التي ترتكز فيها، لاسيما مناطق شرق المحافظة مثل قضاء شط العرب ومناطق أخرى جنوب وشرقي المدينة"
كما أشار الباحث إلى "وجود إشعاعات وتأثيرات بيئية خطيرة للألغام بعد تقادمها وتحويلها إلى معادن ثقيلة ملوثة للتربة"
أما بخصوص التأثيرات المباشرة للتغير المناخي على المنطقة فتطرق الحسن إلى العواصف الغبارية المستمرة والتي تحتوي على أنواع مختلفة من المعادن، وهو ذي تأثير خطير على الصحة العامة، فضلا عن تعدد أنواع من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض
بدوره، أكد قائمقام قضاء الزبير عباس ماهر على الأمر ذاته، مبينا بأن حكومة الزبير المحلية خاطبت رئاسة الوزراء لاتخاذ قرار يلزم الشركات النفطية العاملة في البصرة الالتزام بمعايير البيئة، ذلك أن المحافظة تعرضت لتلوث بيئي كبير جراء عدم التزام تلك الشركات بالمعايير البيئة الملزمة
كيف تشاهد تصميم الموقع