الصحة النفسية لملايين العراقيين في "خطر".. وغياب شبه تام لمراكز التأهيل النفسي

  • ملفات خاصة
  • 523 مشاهدة
  • 14-09-2020, 20:55

نبض العراق/خاص
يعاني العراق من أزمات ومشكلات عدة، حيث لم تزل الحروب تشكل السمة الأبرز في تاريخه الحديث، فقد عاشت أجيال من العراقيين في أسر مشتتة في المخيمات أو وسط ركام مدنهم وبلداتهم، لا سيما ما سببته الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، في تهجير ونزوح ما يقرب من 6 ملايين عراقي فقدوا منازلهم ومواردهم، فضلاً عن ترمل أكثر من مليوني امرأة، وتيتم نحو خمسة ملايين طفل عراقي بحسب احصائيات للأمم المتحدة.
وانعكست الازمات المختلفة لا سيما الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بارتفاع نسب البطالة وحالات الانتحار والعنف الاسري وغيرها مما يشهده العراق يومياً وازدادت بعد دخول البلاد في أزمة جائحة كوفيد-19، على عموم شرائح المجتمع العراقي، وشكلت ضغوطاً نفسية يتوقع المختصون ان تمتد تداعياتها الخطيرة لسنوات طويلة.
وتحتم هذه المشكلات جميعها على الحكومة العراقية، وضع خطة جادة في فتح مراكز للتأهيل النفسي في جميع المحافظات العراقية، للتعامل مع المشكلات النفسية التي سببتها الازمات المختلفة وضغوطات الحياة.
يقول الباحث والمعالج النفسي، كاظم يوسف، في حديث خاص لـ(نبض العراق)، إن "مراكز التأهيل النفسي في العراق مجرد حبر على ورق ولا وجود لها ع ارض الواقع".
وأضاف يوسف، ان "أغلب المجتمع العراقي يعاني من ضغوطات نفسية كبيرة مما يدفع أغلب الشباب والأطفال وخاصةً النساء إلى الانتحار". 
وأشار، إلى أن "العراق الآن بحاجة ضرورية إلى مراكز تأهيل نفسي خاصةً بعد الحروب والأوضاع السياسية والمعيشية المتردية ألتي تراكمت على البلد مما انتج عدة مشاكل نفسية".
وكشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الجمعة الماضي (11/9/2020)، عن عدد حالات الإنتحار التي شهدها العراق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري ٢٠٢٠، فيما أكدت الحصيلة بلغت ٢٩٨ حالة انتحار في عموم محافظات العراق.
المفوضية أشارت إلى ان عدد المنتحرين من الذكور بلغ ١٦٨ والاناث ١٣٠، حيث سجلت بغداد ٦٨ والبصرة ٣٩ وذي قار ٣٣ حالة انتحار.
وأضافت، أن صور الانتحار توزعت بين استخدام السم والشنق والحرق والغرق والطلق الناري، لافتاً إلى أن أغلب الاسباب التي دعت الى تزايد هذه الارقام هي الاثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الاسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا.
وشددت، على أن هذه الاوضاع تستدعي مطالبة الحكومة بمعالجة هذه الظاهرة في كافة جوانبها وانشاء مراكز للتاهيل النفسي وتشكيل فريق وطني لمكافحة ظاهرة الانتحار واطلاق حملة اعلامية لتكريس الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.
من:
زهراء غني
  

استطلاع رأي

كيف تشاهد تصميم الموقع