نبض العراق/ العراق
يعد التصحر من أخطر الظواهر التي تهدد حياة المجتمعات الاقتصادية والمعيشية حيث تتحول الاراضي الزراعية الخصبة الى أراض قاحلة.
وساهم شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وعوامل أخرى في انتشار ظاهرة التصحر في العراق، الأمر الذي ينذر بمستقبل قاتم للبلد إذا لم يتم تدارك الخطر قبل استفحاله.
الأحزمة الخضراء
يؤكد المتحدث بإسم وزارة الزراعة الدكتور حميد النايف لوكالة(نبض العراق)، أن العراق بحاجة إلى 14 مليار شجرة لكبح التصحر وليصبح العراق بيئة خضراء، وهذه الأمكانية لايمكن أن توفرها الدولة في الوقت الحاضر، مشيرا إلى وجود مباحثات مع شركات الهاتف النقال وشركات إنتاج النفط لتشجير المناطق التي تعمل فيها، واذا نجح هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في الحد من الظاهرة.
ويقول النايف، إن "ظاهرة التصحر خطيرة، وهي عالمية، وهي آفة تجعل الأراضي غير صالحة للزراعة نتيجة قلة المياه"، مبينا أن "العراق مر بظروف صعبة بسبب شح الأمطار والاحتباس الحراري وكذلك قلة مستحقات العراق المائية التي تأتي من تركيا، وكل هذا ساهم في تصحر العديد من المناطق الزراعية".
ويشير إلى أن "مشكلة قلة التخصيصات المالية ساهمت أيضا في وقف الكثبان على الرغم من أن الوزارة أنجزت العديد من الواحات الخضراء في بعض المناطق".
ويتابع نايف، أن "الوزارة لديها خطط لمعالجة الأراضي المتصحرة من خلال زراعة الأشجار المعمرة والمقاومة للجفاف التي تثبت التربة".
زحف الصحراء
يقول كبير خبراء الإستراتيجيات والسياسات المائية عضو هيئة التدريس في جامعة دهوك رمضان حمزة محمد لوكالة (نبض العراق) إن "الوضع تدهور مع بدء حرب الخليج الأولى وتطور بشكل مخيف وأصبح العراق يعاني من زحف الصحراء لعدة اسباب، منها تدهور الطبقة التي كانت تقلل من نشوب العواصف الغبارية بسبب التحركات العسكرية وزيادة الحركة في المنطقة الصحراوية، مما أثر بشكل كبير على تدمير الطاقة الحيوية لبيئة البادية الغربية للعراق وكذلك قلة الأمطار في منطقة الجزيرة وتدهور مشروع الجزيرة الإروائي الذي كان يعتمد على خزان سد الموصل، أدى في النهاية إلى ظروف لزحف الصحراء، وهو مظهر من التدهور الواسع للأنظمة البيئية".
ويبين محمد، أن "هذه من الظواهر البيئية الخطيرة هددت حياة المجتمع العراقي، خاصة في المحافظات المحاذية للصحراء، يضاف الى ذلك قيام دول الجوار المائي للعراق بالتحكم في تصاريف المياه، وبالتالي قلت الواردات خاصة في نهر الفرات وبدأت الاراضي الزراعية الخصبة تتحول الى اراضي جرداء قاحلة مما يترتب على ذلك تداعيات سلبية عديدة تمس حياة الانسان واقتصاد البلاد".
ويضيف رمضان، أن "من المؤشرات التي قد تكون ايجابية بسبب التغير المناخي هو تعرض مناطق غرب وجنوب غرب العراق وشمال السعودية الى هطولات مطرية أكثر من السنوات السابقة وقد تشكل سيول يمكن حصاد مياهها بواسطة بناء سدود صغيرة، ما يوفر امكانية البدء بزراعة الاشجار ضمن خطة متكاملة لعمل حزام اخضر يمتد من الجزيرة الى البادية الغربية والعمل على زراعة الاعلاف بالاستفادة من مياه البزل والنهر الثالث وحفر بعض الآبار المائية وزيادة رقعة المناطق الزراعية في العراق بتقليل رقعة التصحر فيه"، مؤكدا "أهمية البدء بالتنمية الزراعية وتربية الثروة الحيوانية في تلك المناطق مما يساعد على ثبات النبات الطبيعي الامر الذي انعكس إيجاباً على الانسان والامن الغذائي للدولة".
إنعدام الغطاء النباتي
يؤكد الخبير البيئي المهندس ثائر يوسف، أن سبب التصحر ناتج عن قلة الأمطار في المواسم السابقة، الأمر الذي يؤدي الى انعدام الغطاء النباتي والذي يعمل على مسك حبيبات التربة لمنعها من الانجراف وتصاعدها بالغبار، فضلا عن تدهور أسعار المنتجات الزراعية والبساتين، وهذا ما أدى إلى انحسار الغطاء النباتي وتحويل معظم الاراضي الى مجمعات سكنية بعد ردم البساتين.
ويقول يوسف لوكالة (نبض العراق)، إن "هناك ضرورة لوضع برنامج كبير، وقد عملنا قبل نحو سنتين من ضمن مشروع ألق بغداد الذي يقوده الفنان نصير شمه والذي يسمى المشروع البيئي"، لافتا الى "ضع دراسات كثيرة، ضمنها إنشاء حزام أخضر بعرض 100 م وطول 1000 كم يمتد بمحاذاة الحدود العراقية من جهة والكويتية والسعوديه من جهة أخرى، بالاضافة الى دراسة انشاء اكبر غابة ومحمية في العراق بمساحة 50 ألف دونم في محافظة واسط منطقة الشهابي وهنالك الكثير من التشجير والغابات في بابل والبصرة وكل المحافظات الاخرى".
يذكر أن الأمم المتحدة اختارت يوم 17 حزيران من كل عام، للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، نظرا لأهمية وخطورة الظاهرة.
كيف تشاهد تصميم الموقع