أخر الأخبار :

الى متى سيبقى كوفيد_19 مستجداً ؟

  • منوعات
  • 339 مشاهدة
  • 17-11-2020, 00:17

نبض العراق/  
تعيش العديد من دول العالم مرحلة ما يسمى الموجة الثانية أو الثالثة من فيروس كورونا المستجد، بعدما فوجئت البشرية بأن تخفيف الحظر عن الفعاليات التي تسمح للناس بالتنفس ونشر الرذاذ في وجه بعضهم البعض قد أدى إلى تزايد انتشار فيروسٍ ينتقل بطبيعته عبر الهواء. يختلف الوضع نوعاً ما في الشرق الأوسط؛ حيث بقيت الموجة تتصاعد خلال الجائحة إلى ما لا نهاية، تماماً مثل مستوى قلقك من إيجاد شريكة حياة ترضى بك رغم شغفك بالتهام البسطرمة بكميات غير آدمية.
ومع اقتراب الفيروس من الاحتفال بعيد ميلاده الأول دون قضائه على السياسيين الذين في بالنا، بدأ الضجر ينتشر في أنحاء المعمورة، خصوصاً بعدما شارفت البشرية على استهلاك كافة الأفلام الإباحية المقرصنة منذ نشأة شبكة الإنترنت، وهو ما يدعو للتساؤل عن الاستمرار في نعت الفيروس باسم فيروس كورونا “المستجد”؛ إذ إنه بالإضافة إلى كونه بلغ سن العنوسة في بعض أنحاء الشرق الأوسط، فقد أصبح له منافسون مثل سلالة متحولة من الفيروس وجدت في حيوان المينك في الدانمارك وهولندا، ما جعل سيرته بالية وقديمة مثل أسرّة العناية المركزة في المستشفيات الحكومية، وتعبنا من تذكيرنا يومياً بالملايين المصابين بالفيروس والملايين الذين قضوا، وافتقدنا أنواع الموت الأخرى التي تعوّدنا عليها، على غرار القصف بالبراميل وتفجيرات الأسواق والتعذيب في السجن وانتقاد ابن سلمان.
آن الأوان أن نطلق صرخة “إلى متى يا عالم”؟ من المستفيد ومن هي الأيادي الخفية الداعمة لهذا الفيروس المقيت الذي استطاع الحفاظ على لقب المستجد طيلة هذه المدة؟ من واسطته التي سمحت له بالبقاء مستجداً رغم وجود فيروسات وبكتيريا جديدة على الساحة أحق منه بهذا اللقب؟ إلى متى تستأثر الصين بالصدارة؟
هل يعقل إذا اشتريت سيارة أن تبقى جديدة بعد عام؟ هل موديل ٢٠٢٠ سيبقى الموديل المستجد إلى الأبد؟ الرومانسية تنطفئ عند غالبية البشر بعد ربع ساعة من انتهاء شهر العسل، هذا إن لم يحصل ذلك أثناءه. نحن قادرون على التأقلم والتعود على أي ظرف كان؛ فطورّنا رئات قادرة على تنفس هواء العاصمة رغم انعدام الأوكسجين فيه، وتعايشنا مع فوز فرنسا مرة أخرى بكأس العالم، ومع دمج نبيه بري بكرسي رئاسة مجلس النواب اللبناني. 
لماذا أنا وعلى الرغم من كوني في منتصف الأربعينات لا ينعتونني بالشاب مثلاً؟ الخط واضح، وصلت إلى سن الرابعة والثلاثين، وأصبحت مفاصلي وعظامي تطقطق، ولم أحاول إخفاء الحقيقة؛ لم أصبغ شعري، لم أتناول الفياجرا، واجهت كبر عمري وأنا رجل. ما الذي يجعل هذا الفيروس مغتراً، عنيداً، يواجه العالم أمامه منتصباً، وهو يقهرني ويتباهى بنفسه متغطرساً.
ألم تشبعوا أمثلة؟ لو أنني خلّفت ولداً – ذلك إذا نسينا أمر عدم قدرتي على الانتصاب – وأصبح عمره ٥ سنوات، وكنت أحبّه حباً جماً، هل سيُعتبر بيبي؟ أسيبقى بيبي عندما يصبح مراهقاً يسرق المال من محفظتي؟ أو عندما أمسكه متلبساً يعاشر بنت الجيران وهو يرجوها أن تنظر في وجهه ويقول لها “يا بيبي لماذا لا تردّين عليّ؟”.
لمتى سنسميه مستجداً؟ إذا طغى كوفيد على كل فيروسات العالم، وأصبحنا لا نصاب إلا بكورونا بعد أن أصبح التباعد الاجتماعي لا يسمح بأي أنواع فيروسات أخرى بالانتقال بيننا وتنقرض، ويصبح كل مرض نصاب به هو إما كورونا او انشقاق أو تطور على فيروس كورونا هذا؟ أنسميه حينها مستجداً أيضاً؟ عندما تموت الإنسانية، لدى بقاء آخر شخص حاول حماية نفسه من الجائحة فمات وحيداً في مغارة أعلى جبل في أواسط آسيا، أسيُسمح له هو بأن يسميه كورونا “حاف”؟

استطلاع رأي

كيف تشاهد تصميم الموقع