نبض العراق/ متابعة
أدى التباعد الاجتماعي إلى القضاء على انتشار الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى تقريبا. لكن هذا يعني أن تفشي المرض مستقبلا قد يكون شديدا، وفقا للخبراء.
وعلى المدى القصير، فإن عددا أقل من حالات الإنفلونزا يعني عددا أقل من الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا والاستشفاء، ما يخفف بعض العبء عن أنظمة الرعاية الصحية التي تواجه "كوفيد-19"، حسبما أفادت صحيفة The Atlantic.
وتضاءلت أيضا حالات الإصابة بالفيروسات الموسمية الأخرى، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروسات كورونا المسببة لنزلات البرد الشائعة وفيروسات نظير الإنفلونزا البشرية، التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، إلى مستويات منخفضة بشكل ملحوظ هذا العام، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الاحتياطات المتعلقة بفيروس كورونا، مثل ارتداء أقنعة الوجه، والتباعد الجسدي، وغسل اليدين، والسفر الدولي المحدود.
لكن الخبراء يتوقعون أن هذه الراحة من الفيروسات الموسمية قد تجعلنا معرضين للخطر، حيث سيتعرض عدد أقل من الناس ويكتسبون مناعة ضد السلالات المنتشرة.
وقالت شويتا بانسال، عالمة بيئة الأمراض في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، لصحيفة The Atlantic: "القابلية للإصابة تزداد بين السكان".
وعلى سبيل المثال، سيولد الأطفال الذين لم يتعرضوا سابقا للفيروسات، كالمعتاد، لكن عددا أقل من الأطفال الذين سيواجهون الفيروسات مقارنة بالسنة المتوسطة، في غضون ذلك، ستبدأ المناعة لدى البالغين المعرضين سابقا في التضاؤل.
وأضافت بانسال إن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة "مثل وقود حريق الإنفلونزا. كلما توفر المزيد من الوقود، كان من الأسهل حدوث تفشي".
وقالت راشيل بيكر، عالمة الأوبئة في جامعة برينستون، لـ Science News، إنه مع زيادة حجم السكان المعرضين للإصابة، "نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لتفشي المرض في غير موسمه وربما تفشي المرض بشكل كبير".
على سبيل المثال، تشهد نيو ساوث ويلز في أستراليا عادة ذروة حالات الفيروس المخلوي التنفسي بين أبريل ويونيو، ولكن خلال موسم 2020، انخفض عدد اختبارات RSV الإيجابية بأكثر من 85% مقارنة بالسنوات الأخيرة، وفقا لما ذكرته Science News. ولكن في أواخر ديسمبر، بعد رفع قيود "كوفيد-19" في نيو ساوث ويلز، ارتفعت اختبارات RSV، وعادة، يتم الإبلاغ عن بضع مئات من الحالات فقط في أواخر ديسمبر، ولكن في عام 2020، ظهر 6000 اختبار RSV إيجابيا في غضون أسبوعين فقط.
وقالت بيكر لـ Science News إن هذه الحالة الأسترالية "يمكن أن تكون نذيرا مثيرا للاهتمام لما سيحدث في نصف الكرة الشمالي".
وذكرت صحيفة The Atlantic أن العلماء ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت مواسم الإنفلونزا القادمة ستكون سيئة. لكن نقص سلالات الإنفلونزا المنتشرة يجعل الاستعداد للموسم أكثر صعوبة.
وعادة ما يتتبع العلماء كيفية تحور سلالات مختلفة من الإنفلونزا عبر الزمن، من أجل التنبؤ بنماذج الفيروس التي قد تكون سائدة في الموسم المقبل. وتساعدهم هذه العينات المبكرة في صياغة لقاحات جديدة للإنفلونزا مسبقا.
ولكن مع وجود عدد قليل جدا من حالات الإنفلونزا التي تم أخذ عينات منها هذا العام، فإن العلماء يفتقرون إلى البيانات. قال فلوريان كرامر، عالم الفيروسات وخبير الإنفلونزا في مدرسة إيكان للطب في ماونت سيناي، لصحيفة The Atlantic، إن انخفاض مستوى الإصابة يمكن أن يقضي من الناحية النظرية على سلالات معينة من الإنفلونزا. لكن من ناحية أخرى، يمكن أن تظهر سلالات جديدة تماما دون أن يعرف العلماء عنها.
كيف تشاهد تصميم الموقع